تحية اجلال وتقدير لدم الاحرار ... لن ننساكم

تحية اجلال وتقدير لدم الاحرار  ... لن ننساكم

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

الف مبروك يا كريم


كريم البحيري لـ «البديل» بعد الإفراج عنه
كريم البحيري المناضل العمالي المفرج عنه يوم السبت الماضي بعد اعتقال دام 55 يوماً علي خلفية إضراب «6 أبريل» الستار عن مفاجآت خطيرة في الأحداث،
مؤكداً أن قيادات أمنية أمرت بلطجية بإحراق المدارس والمحال التجارية،
وإطلاق الرصاص علي كل من في شوارع المحلة سواء متظاهرين أو مارة.
وأكد البحيري أنه سجل كل هذه الأحداث بالصوت والصورة من خلال كاميرا تخصه، إضافة إلي توثيق عملية قتل أحد الشباب في بلكونة منزله، وطفل آخر تلقي عدة رصاصات وكان بين الحياة والموت في الشارع مشيراً إلي أن الأمن قبض عليه وانتزع الكاميرا منه.وأضاف أنه تعرض لما هو أشد من التعذيب أثناء التحقيق.> قيل أنك ممن كانوا يوثقون أحداث المحلة في إضراب «6 أبريل» ..
فماذا حدث بالضبط؟>> ما حدث أن سيدة صاحت بصوت مرتفع وقالت «حرام عليكو بيعتونا هدومنا» وكأن الناس كانت تنتظر هذا الصوت فتجمعوا وهتفوا ضد الغلاء والفساد والجوع، وعندما تدخل الأمن لفض المتظاهرين الذين سرعان ما تضاعف أعدادهم عشرات المرات، وقعت اشتباكات استخدم فيها الأمن القوة، الأمر الذي أدي إلي احتقان الشارع بالكامل وفجأة بدأ الأمن في إطلاق النار علي كل الموجودين بالشارع بشكل عشوائي سواء المتظاهرين أو المارة، وقتها أنا كنت في مداخلة مع إذاعة الـ بي بي سي حول عمال المحلة فقلت لهم إن مجزرة بشرية تجري الآن في المحلة، والأمن بدأ يطلق الرصاص علي المتظاهرين وكان الكلام علي الهواء مباشرة ولكن الحظ قطع فجأة فبدأت أصور ما يجري أمامي من أحداث.صادر الأمن الكاميرا قبل أن تتمكن من تنزيل ما قمت بتصويره من وقائع.> ما الذي رصدته كاميرتك ولم يصل إلي الناس؟>>
كان هناك مجموعة من الضباط والقيادات الأمنية يأمرون بلطجية تابعين لهم قائلين ولعوا في البلد، وبدأوا في الإشارة علي بعض الأماكن مثل المدرسة، وبعض المحال، وسرعان ما توجه إليها هؤلاء البلطجية وأشعلوا النار بها، وتحول الأمن من ضرب بالقنابل المسيلة للدموع إلي استخدام الرصاص المطاطي، وصعدت فوق عمارة وصورت حالتين تم الاعتداء عليهما، الأولي للشاب الذي قتل في بلكونة منزله وأخري لطفل صغير أصيب بعدة رصاصات تبدو آثارها واضحة علي جسده، وكان بين الحياة، والموت، بعدها انتقلت إلي سطح العمارة المجاورة للمدرسة التي أشعلها بلطجية الأمن،
وصورت قيادات الأمن وهم يأمرون البلطجية بالتوجه لبعض الأماكن وأشخاص بعينهم، وكنت أعلق علي هذه اللقطات بصوتي وأذكر أسماء بعض القيادات الأمنية، بعدها الدنيا اسودت وأظلمت تماماً.> وما كنت تنوي عمله بهذه اللقطات؟>> كنت أنوي التوجه بها في اليوم التالي إلي مكتب النائب العام لأنني كنت في حالة ذهول مما حدث أمامي وكنت علي قناعة بأن الصحف ووسائل الإعلام مهما كانت قوتها فلن تستطيع إعادة الحق لأصحابه.وكان كل همي في ذلك الوقت الحفاظ علي «الفلاشة» المسجل عليها اللقطات، لأن الأمن أغلق كل مكاتب الإنترنت حتي لو كلفني ذلك حياتي.> إذن فأنت لم تشترك في المظاهرة فكيف تم القبض عليك؟>> قبض علي من أحد الفنادق، واقتادوني معصوب العينين إلي مقر مباحث أمن الدولة في المحلة، وأدخلوني غرفة التحقيق ووجدت خمسة أشخاص من حولي بدأوا في طرح الأسئلة علي بالوسائل اللي إنتو عارفينها أثناء تلاوة القرآن عبر قناة فضائية بصوت أحد المقرئين المشهورين، وسألوني عن العديد من الشخصيات مثل فرح عزيزة قلت لهم إنه المحامي بتاعي قالوا لا دا شيوعي وعضو في حركة كفاية، سألوني عن سامي فرانسيس فقلت لهم إنه الطبيب الذي يعالج والدتي ثم عن الصحفي هشام فؤاد وعن كل الأسماء الموجودة علي هاتفي المحمول، واستمر التحقيق لمدة سبع ساعات منذ الثانية عشرة مساء إلي السادسة أو السابعة صباحاً.> هل تعرضت للتعذيب؟>> ياريت كان تعذيب من إللي إحنا بنسمع عنه يكفي أن أقول إنني كنت مكلبش من أيدي ورجلي كما يحدث في جوانتانامو أما التفاصيل الأخري فلو سمحت تعفيني منها لأنني لا أستطيع وصفها، ولن اتحمل ذلك، الأهم وضعوني في زنزانة لمدة نصف ساعة ثم أخذوني مرة أخري وطرحوا نفس الأسئلة علي ولكن هذه المرة كانت جرعة «التظبيط» زيادة شويتين.وعندها علمت أن رئيس شركة غزل المحلة التي نعمل بها هو الذي قدم ضدنا بلاغات يتهمنا فيها بتهييج وإثارة العمال ضد الشركة عندما قال لي الضابط «انتوا عاملين أبطال في الشركة وخربتوا البلد»، وعلمت أن الموضوع ليس له علاقة بإضراب «6 أبريل» وأنه تصفية حسابات قديمة لمواقفنا مع العمال بشركة غزل المحلة، وأستمر التحقيق هذه المرة ساعتين علي صوت تلاوة القرآن ونزلت إلي الزنزانة مرة أخري بعد تحقيق 20 ساعة، وبعدها تم ترحيلي إلي النيابة في حوالي الساعة الثانية صباحاً، وصدر قرار بحبسي 15 يوماً، وترحيلنا إلي سجن برج العرب مكثنا هناك 11 يوماً كانت أسوأ أيام قضيتها في حياتي، وتم تصنيفي أنا وكمال الفيومي، وطارق أمين السياسيين والباقون كجنائيين والمعاملة كانت محترمة للسياسة إلي حد ما إلي أن قمنا بالإضراب عن الطعام.> ولماذا أضربتم عن الطعام؟>> حتي يتم الإفراج عنا وحصلنا علي وعد بالإفراج في خلال أيام حال فض الإضراب ولكن لم يتم الإفراج عنا، فأضربنا مرة ثانية لمدة أسبوع، ولكن إدارة السجن لم يبلغوا عن ذلك الإضراب، ثم حضر بعض الضباط من أمن الدولة حاولوا نصحنا بفض الإضراب والمشي جنب الحيط، وقال لي أحدهم أنت أمك تعبانة ولم الدور عشان خاطر أختك الصغيرة إنت لازم تبطل تدوين وابعد عن الصحافة ولو عوزت حاجة أنا مكتب متفوح إللي حصل ده عشان بس نعلمك الأدب لكن لو جيت المرة الجاية مش هتروح.ولكننا كملنا الإضراب حتي جاءنا خبر الإفراج عنا يوم السبت الماضي، وتم ترحيلنا إلي مباحث أمن الدولة في طنطا، خرجنا إلي الشارع في حوالي الواحدة صباحاً، ولم أكن أصدق أنه سيتم الإفراج عنا ولكن عندما لمست رجلي الأسفلت في الشارع وقابلت أهلي شعرت بسعادة غير عادية،
ولن تكتمل سعادتي إلا بالإفراج عن كل معتقل سياسي خاصة أنني عرفت أن داخل السجون
شيوعيين وإخوان ويساريين وليبراليين
وجميع التيارات وكلهم يجمعهم حب مصر

ليست هناك تعليقات: